تقنية FOMO في التسويق
هل سبق أن دخلت متجرًا إلكترونيًا ووجدت رسالة تقول: “العرض ينتهي خلال ساعتين فقط”؟
أو ربما لاحظت إشعارًا صغيرًا يقول: “10 أشخاص يشاهدون هذا المنتج الآن” … فجأة، تشعر أن الوقت يداهمك، وأنه إن لم تشترِ الآن فستخسر فرصة لا تُعوّض.
هذا بالضبط ما يُسمّى بـ FOMO – Fear of Missing Out أو *الخوف من فوات الفرصة*.
في عالم التسويق الرقمي، لم يعد FOMO مجرد مصطلح نفسي، بل أصبح من أقوى التقنيات التي يستخدمها المسوّقون لزيادة المبيعات وجذب العملاء الجدد
في هذا المقال، سنكشف لك كيف تستغل هذه التقنية بذكاء داخل حملاتك التسويقية، بحيث تجعل عملاءك يشعرون أن منتجك هو الفرصة التي لا تُفوّت.
الـFOMO أو Fear of Missing Out يعني الخوف من تفويت الفرصة.
في التسويق، يتمثل في دفع العميل لاتخاذ قرار الشراء بسرعة لأنه يشعر أن الفرصة محدودة، وإذا تأخر سيفقدها.
🔹 الفرق بين التسويق العادي وتسويق الـFOMO:
مثال بسيط:
لاحظ الفرق؟ الأولى مجرد عرض، الثانية تحفّز القرار الفوري
تقنية الـFOMO ليست مجرد حيلة تسويقية عابرة، بل هي محرك نفسي عميق يجعل العملاء يتصرفون بسرعة خوفًا من ضياع الفرصة.
عندما يرى العميل عدّادًا تنازليًا ينتهي بعد ساعتين، لا يفكر في السؤال: “هل أحتاج هذا المنتج فعلًا؟”، بل يتحرك مدفوعًا بشعور داخلي: “يجب أن ألحق قبل أن يفوت الأوان.“
🔸 مثال: العروض الخاطفة على أمازون برايم داي حيث يبيع الموقع آلاف المنتجات في دقائق قليلة.
الدراسات أثبتت أن إضافة كلمات مثل: “لفترة محدودة” أو “عدد محدود” يمكن أن ترفع المبيعات بنسبة تصل إلى 20-30%.
🔸 تخيل أنك تعرض كورسًا تدريبيًا بسعر 100$، ثم تضيف له جملة: “الخصم ينتهي الليلة.”، سترى كيف يتحول المترددون إلى مشترين
عندما يظن العميل أن المنتج متاح للجميع، يقلّ شعوره بالحاجة له. لكن حين يعرف أن المنتج حصري أو إصدار محدود، يتحول إلى “كنز يجب اقتناصه”.
🔸 مثال: شركة Nike عند إطلاق الأحذية “Limited Edition”، حيث يقف الناس في طوابير طويلة أو يضغطون على زر الشراء بمجرد صدور المنتج
FOMO يعتمد كثيرًا على “عدوى السلوك الاجتماعي”. عندما يرى العميل أن أصدقائه أو آلاف الأشخاص جربوا شيئًا ما، يزداد داخله شعور: “لا أريد أن أبقى الوحيد خارج اللعبة.”
🔸 مثال: تطبيق Clubhouse عند ظهوره في البداية، كان الدخول له بالدعوات فقط، وهذا جعل الجميع يسعى وراء دعوة وكأنه شيء لا يُفوّت
عندما ينجح العميل في اقتناص عرض محدود، يشعر بالإنجاز وكأنه “فاز بالجائزة”. هذا الشعور الإيجابي يدفعه لمتابعة علامتك التجارية باستمرار بحثًا عن الفرصة التالية
إذا أردت أن تجعل عملاءك يتحركون فورًا نحو الشراء، فهذه أقوى الأساليب التي يستخدمها كبار المسوّقين عالميًا:
“العرض ينتهي خلال 24 ساعة”
العُجالة واحدة من أقوى أدوات الـFOMO. عندما تعطي العميل وقتًا محدودًا، فإنك تجبره على اتخاذ القرار الآن بدل أن يؤجله.
🔸 مثال: متاجر الأزياء مثل Zara تكتب أسفل المنتجات: “الخصم ينتهي قريبًا” مع عدّاد تنازلي.
“بقيت 3 قطع فقط في المخزون”
عندما يشعر العميل أن المنتج سينفد، يتحرك بسرعة لحجزه قبل غيره.
🔸 مثال: Booking.com تعرض رسالة: “هناك 2 غرفة فقط متاحة بهذا السعر”… هذه الجملة وحدها كافية لرفع نسب الحجز بشكل كبير.
“5000 شخص اشتروا هذا المنتج اليوم”
الناس بطبيعتها تميل لتقليد الآخرين، خصوصًا إذا كانوا كُثُر.
🔸 مثال: مواقع مثل AliExpress تعرض عدد الطلبات على المنتج، مما يولّد شعورًا بأن الجميع يشتريه، وبالتالي لا تريد أن تكون “الوحيد الذي لم يجرّبه”
“متاح فقط لأول 100 مشترك”
شعور “أنا من القلائل الذين حصلوا عليه” يجعل العميل أكثر حماسًا للدفع.
🔸 مثال: شركات التكنولوجيا تطلق نسخ بيتا Beta من التطبيقات بدعوات محدودة، وهذا وحده يولّد ضجة هائلة.
“اشترِ الآن واحصل على هدية مجانية لأول 50 عميل”
هذه الطريقة تجمع بين الندرة + المكافأة، ما يجعل العميل يرى في العرض قيمة مضاعفة
🔸 مثال: بعض المتاجر الإلكترونية تعرض كوبون شحن مجاني لأول 20 طلب فقط.
رؤية الوقت يتناقص أمام العميل تؤثر مباشرة على قراراته، وتخلق إحساسًا بالضغط الإيجابي
🔸 مثال: أمازون في عروض Prime Day تضع عدّادًا بالثواني لانتهاء العرض
إظهار أن أشخاصًا آخرين يشترون الآن يخلق إحساسًا بأن العرض ساخن
🔸 مثال: بعض المتاجر الإلكترونية تعرض إشعارًا: “أحمد من جدة اشترى هذا المنتج منذ دقيقة“… هذا يكفي لدفع شخص آخر للنقر فورًا على “أضف إلى السلة”.
ليس فقط المنتجات، بل أيضًا التجارب يمكن أن تكون محدودة.
🔸 مثال: ورش تدريبية أو ندوات أونلاين بعدد مقاعد محدودة، مثل: “متبقي 10 أماكن فقط لحضور الدورة المباشرة.”
💡 الخلاصة العملية هنا:
تقنية الـFOMO تعمل لأنها تضرب على وترين أساسيين داخل عقل العميل:
تقنية الـFOMO ليست نظرية ، بل هي شيء تستطيع أن تلمسه وتنفذه مباشرة في أي متجر إلكتروني أو حملة تسويقية ، إليك شرح ما أقصده:
الوقت عدوّ العميل المتردد، وعندما تضع عدّادًا تنازليًا أمامه، هو فعليًا يشاهد الفرصة “تتبخر” ثانية بثانية.
🔹 تخيّل صفحة تقول: “الخصم ينتهي بعد 02:59:17″… هذا الضغط الإيجابي كفيل بتحويل التردد إلى نقرة “اشترِ الآن”.
مثال تطبيقي: أمازون برايم داي حيث العروض تُعرض لساعات قليلة فقط، فتجبر العميل على اتخاذ قرار فوري.
بدل جملة “متوفر”، اكتب: “تبقى 3 قطع فقط في المخزون”.
🔹 هذا يُشعل في عقل العميل فكرة: “لو تأخرت، غيري رح يسبقني.”
مثال: Booking.com تعرض عبارة: “آخر غرفة بهذا السعر”، وهذه الجملة وحدها كفيلة برفع نسب الحجز.
الناس تحب تقلّد غيرها ، عندما يرى العميل أن آخرين يشترون، يشعر أنه لازم يلحق الفرصة
🔹 إشعار مثل: “محمد من الرياض اشترى هذا المنتج قبل دقيقة“ يضيف عنصرًا اجتماعيًا يزيد الثقة
أدوات مثل Proof و Fomo.com تعطي هذه الإشعارات بشكل أوتوماتيكي.
ليس كل العملاء يحصلون على نفس العرض، اجعل جزء منهم يشعر بالتميّز.
🔹 مثلًا: “خصم 40% لأول 30 مشتري فقط“ → هذا يحوّل عملية الشراء لسباق زمني
مثال: المتاجر الإلكترونية الكبرى مثل Noon وShein تستخدمها في العروض الخاطفة (Flash Sales).
أرسل بريدًا إلكترونيًا أو رسالة واتساب بعنوان محفز:
القصص (Stories) في إنستغرام وسناب شات تنتهي بعد 24 ساعة، وهي أداة FOMO جاهزة
🔹 مثال: نشر عرض حصري في Story يختفي باليوم التالي،. العميل سيشعر أنه لو لم يشاهد ويتصرف الآن، فقد خسر العرض للأبد.
الناس تعشق أن تكون “مختلفة” عن الآخرين.
🔹 عندما تقول: “نسخة خاصة متاحة لـ100 عميل فقط”، ستخلق رغبة قوية بالشراء لأنها ليست مجرد سلعة، بل رمز تميز.
مثال: Nike وAdidas مع الأحذية المحدودة التي تُباع خلال دقائق من إطلاقها.
مش شرط دائمًا منتجات، حتى الخدمات والدورات ممكن تدخل فيها الـFOMO
🔹 مثال: “عدد المقاعد المتاحة في الدورة = 20 فقط” → هنا العميل يعرف أن التردد يعني خسارة المقعد. 📌 منصات التدريب مثل MasterClass وCoursera تستخدم هذه التقنية بكثرة.
💡 النقطة الجوهرية هنا:
الـFOMO ليس مجرد اداة تستخدم وحسب ، بل “زر نفسي” تضغطه في عقل العميل ، ف كلما كان العرض محدودًا بالوقت أو الكمية أو الأشخاص، كلما شعر العميل أن عليه التحرك الآن وإلا خسر للأبد
اجعل عملاءك يشعرون بأن الفرصة لا تُفوّت فتقنية الـ FOMO ليست مجرد خدعة تسويقية، بل هي أداة نفسية قوية تخلق شعورًا بالعجلة والندرة، وتحوّل التردد إلى قرار سريع
فمن خلال:
…يمكنك تحفيز عملائك على الشراء، زيادة مبيعاتك، وجذب جمهور جديد بشكل لم تعهده من قبل
لكن السر يكمن في الصدق والتوازن:
لو كررت عبارة “العرض ينتهي الليلة” كل يوم، سيفقد العملاء الثقة. لذا، استخدم الـFOMO بشكل ذكي وحقيقي، مع عروض حقيقية محدودة، لتجعل كل عرض فرصة لا تُفوّت
نصيحة أخيرة: جرب تطبيق واحدة من تقنيات الـ FOMO في حملتك القادمة، راقب النتائج، ثم طبّق الباقي تدريجيًا، ستلاحظ كيف يتحول العملاء المترددون إلى مشتريين متحمسين، ويصبح مشروعك أكثر قوة في السوق 🔥
اقرأ أيضاََ : كيفية اختيار المنتج المناسب للبيع عبر الإنترنت؟ دليلك الكامل من البداية حتى إطلاق المنتج الرابح
اقرأ أيضاََ : الفرق بين الكلمات المفتاحية ونية الباحث: سرّ نجاح مشروعك الرقمي
في عصر التكنولوجيا الرقمية، التطبيقات الإلكترونية أصبحت جزء أساسي من حياتنا اليومية، والطلب عليها في…
في عالم المحتوى الرقمي، يعتقد الكثيرون أن وضع بعض الكلمات المفتاحية داخل المقال يكفي لتصدر…
تخيل أنك تتصفح متجرًا إلكترونيًا، وفجأة تقع عينك على صورة منتج تُذهلك ، لا تفاصيل…
هل سبق أن زرت متجرًا إلكترونيًا، أعجبك المنتج، لكنك لم تشترِ؟ في الغالب السبب هو…
في العصر الرقمي لا شيء يمنحك حرية أكبر من منتج رقمي تصنعه مرة وتبيعه آلاف…
في عالم التجارة الإلكترونية، اختيار المنتج هو الخطوة التي تُبنى عليها بقية الرحلة، فمنتج غير…